ثَلاثَةُ عَوامِل تَتسبَّبُ في إضْعافِ التَّركيز وتَشْتيت الانْتِباه:
1 - عَوَامِل طِبِّيَّة.
2 - عَوَامِل مَعْرفيَّة.
3 - عَوَامِل نَفْسيَّة.
أوَّلاً - العَوامِل الطِّبيَّة:
1 - الأمْرَاض المُزْمِنة.
2 - توقُّف التَّنفُّس أَثْناء النُّوْم.
3 - التَّسمُّم بالمَعادِن الثَّقِيلة.
4 - الالتِهابَات.
5 - مُتلازِمة الألَم.
6 - إِصَابات الدِّمَاغ.
7 - السَّكْتة الدِّماغيَّة.
ثانيًا - العَوامِل المَعْرفيَّة:
1 - اضْطِراب فَرْط الحرَكة وتشتُّت الانْتِباه.
2 - صُعوبات التَّعلُّم.
3 - اضْطِرابات الرُّؤية.
4 - الهَذَيان.
5 - الخَرَف.
ثالثًا - العَوامِل النَّفْسيَّة:
1 - الاكْتِئاب.
2 - القَلَق.
3 - الإِجْهاد.
4 - الصَّدَمات النَّفْسيَّة.
5 - الاضْطراب الوجْدانيّ ثُنائي القُطبَيْن.
ثَمَّة نَصائحُ يُمكن العَمَل بها لعِلاج مُشكِلات ضَعْف التَّركيز والنِّسيان:
أوَّلاً - العِلاج الدِّينيّ:
1 - ذِكْر اللهِ - عزَّ وجلَّ - لقوله تَعَالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 24].
2 - تَرْك المَعاصِي؛ لأنَّها تُوجِب النِّسيان، وقد قالَ تعَالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾ [المائدة: 13].
3 - التَّقْوى؛ لقوله تَعَالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282]
ثانيًا - العِلاجَات القَديمة:
سأقتطفُ بعْضًا من أَقْوال قُدَماءِ الأَطِبَّاء في تَذْكية العَقْل وعِلاج النِّسيان:
- قال الشَّيْخُ الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيَّة - رضي الله عنه - في "الطِّب النَّبويّ": "وأيُّ عُضو كثُرتْ رياضتُه قَوِي، وخُصوصًا على نَوْع تلك الرِّياضة، بل كلُّ قُوَّةٍ فهذا شأنُها؛ فإنَّ مَن استكثَر مِن الحِفْظ قَوِيَتْ حافِظتُه، ومَن اسْتكثرَ من الفِكْر قَوِيَتْ قُوَّتُه المُفكِّرة، ولكلِّ عُضو رياضةٌ تخصُّه، فللصَّدْرِ القِراءةُ، فليبتدئ فيها من الخِفْية إلى الجَهْر بتدريجٍ، ورياضةُ السَّمْع بسَمْعِ الأَصْوات، والكَلام بالتَّدريج، فينتقلُ من الأخفِّ إلى الأَثْقل، وكذلك رياضَةُ اللِّسانِ في الكَلام، وكذلك رِياضَةُ البَصَر، وكذلك رِياضَةُ المَشْي بالتَّدريج شيئًا فشيئًا".
-"طيماوس" قال: "إنَّما أَمرَت الأطبَّاء بتَقْدير الغِذَاء؛ لئلاَّ يَكثُر الدَّم في البدَن؛ لأنَّ كَثْرة الرُّطوبات في البَدَن تُذهِب الفَهْم، ويُستدَلُّ على ذلك مِرارًا كَثِيرة أنَّ مَن كثرتْ رُطوبتُه، كَسل وبَلُدَ، ويَكْثُر نوْمُه، وهاجتْ به الأَمْراض إلى أنْ يَفْقد معها حسَّ الذِّهْن".
- "ابن ماسَوَيْه" في كتابه المَوْسُوم بـ"الأَدْوية المُنقِّية" قال: "يَنْفعُ مِن النِّسْيان أَكْلُ الخَرْدَل، وطِلاَء مؤَخَّرِ الرَّأْس به، مع الجُنْدَبَيْدَسْتَر، قالَ: وأَكْل البَصَل إذا أكْثر وأدْمن يُفْسِد العَقْل ويُورِث النِّسْيان".
- "ابن ماسَوَيْه" قالَ: "الزَّعْفَرَانُ رَدِيءٌ للذِّهْن، والإكْثَار منهُ يَحْرِقُ الدَّم، والكُنْدُر يَحْرِقُ الدَّم وهو جيِّدٌ للحِفْظ، والفجْل يلطِّف الحَواسَّ إذا أُكِل".
- "الخُوز" قالتْ: "لَحْم الدَّجاجِ يزيدُ في العَقْل".
- "ابن ماسَوَيْه" قالَ: "الزَّنْجَبِيل جيِّدٌ للحِفْظ"، و"سدهسار" قالَ: "الزَّنْجَبِيل يَشْحَذُ الذَّهْن".
- "الرَّازِيُّ" قال: "ولا يَنْبغي أنْ يُروَّض من تُريد تَذْكِيته رِياضَةً قويَّةً، ولا رِياضَة بتَعَب الرَّأْس؛ لأنَّ القُوَّةَ تدعُو إلى الاسْتِكثارِ من الطَّعَام والغِذَاء الكَثِير مَا يتَحلَّل من البَدَن، والأُخْرى تُحدِث الرُّطوباتِ، وتَجْري إلى الرَّأْس، والمَشْي صَالِحٌ له، وتَحْريك اليَديْن ونَحْوه، وكَثْرة الاغْتِسَال بالمَاء الحَارِّ كانَ أو بالبَارِد - غَير مُوافِق؛ وذلكَ أنَّ البَارِد يُخدِّر البدَن، ويضرُّ بالحَواسِّ، والحَار يُرخِي العَصَب، ويُوهن الذِّكْر، ويُوافِقه في الجُمْلة التَّدْبير المُلَطِّف، وأنْ يكونَ إذا أملأ تَقيَّأهُ، وخفَّفَ الغِذَاء بعدَهُ بيَوْمين، ويترُك الأَغْذِية المُنوِّمة؛ كالخَسِّ والخَشْخاش، والَّذي يَرْتقي منها بُخارٌ كَثِير؛ كالثُّوم والبَصَل والكُرُنْب إلاَّ القَلِيل من هَذه، وشُرْب الشَّرَاب باعْتِدال أَصْلَح من المَاء؛ لأنَّ الشَّرابَ باعْتِدالٍ يُطيِّب النَّفْس، ويجْلِب إليها الحَركة، ويَجْعلها حَسَنة الحَرَكة والذِّكْر، ويُسْرع صَاحِبه إلى فَهْم الأَشْياء، والتَّذْكير بعدَ النِّسْيان، فأمَّا شُرْب المَاء فرَدِيءٌ؛ لأنَّه يُبَرِّد ويرطِّب، وذلِكَ ممَّا يُكثِر النِّسْيان، ولا يُكْثر نَوْم النَّهَار خاصَّة مع تَملِّي البَطْن، وبالجُمْلة كَثْرة النَّوْم رَدِيءٌ في ذلِكَ؛ لأنَّه يُثْقِلُ ويُكْسِلُ، والإفْرَاط في السَّهَر والجِمَاع يُنْسيان ويُحلِّلان الفِكْرَ الثَّابِت، واعْتِياد الدَّرْس نِعْم العَوْن على ذلِك؛ فإنَّه يعودُ إلى النَّفْس التَّذكُّر، ونُشارَة العَاجِ إذا شُرِبتْ تُعِين على الحِفْظ".
ثالثًا - النَّصائح الأكاديميَّة:
الجَدْول أَدْناه نقَلْتُ مُحْتواه إلى العربيَّة من مَوْقع كُلِّية الطِّبِّ البَيْطريّ، جَامِعة وِلاية واشنطُن في مَدِينة بولْمان:
فَهْم الأَسْبَاب والتَّحكُّم فيها:
1-الأَسْباب الخارِجيَّة:
مُشتِّتات الانْتِباه البيئيَّة: التِّلفاز، الكراسي غير المُريحة، الوَجبات الخَفيفة، الأَشْخاص المُحيطون... إلخ
الحل : مُغادَرة أو إعادة تَرْتيب بِيئة الدِّراسة: الذَّهاب إلى المَكْتبة أو غُرْفة الصَّف عندَ بِدْء المُذاكَرة
الضَّوْضاء: المُوسيقا والمُحادَثات:
الحل: التَّدرُّب على الدِّراسَة في جوٍّ صَامِت بعيدًا عن الآخَرين.
2-الأَسْبَاب الدَّاخِليَّة:
- مُشتِّتات الانْتِباه الجِسْميَّة: الجُوع والنُّعاس:
الحل: التَّخْطيط للدِّراسة في أَوْقات الانْتِباه.أَكْل وَجْبة خَفِيفة غنِيَّة بالبُروتين. مُزاولة رِياضَة لمُدَّة خَمْس دَقائِق.
- الضَّجَر، انعدام الرَّغْبة، عدَم الاهْتِمَام .
الحل :البَحْث عن السَّبب الذي يُرضِيك لاتِّخاذه داخِل الصَّف: النِّقاش مع الطُّلاَّب الآخَرين وأُستاذ المادَّة .
- القلَق من الدِّراسة :
الحل : الإلْمَام بطُرق الدِّراسة بفعاليَّة.وَضْع المَنْهج في المَنظُور.
- التَّخوُّف من أداء المُهمَّات الدِّراسيَّة
الحل : تَقْسيم المُهمَّات الكَبِيرة إلى مُهمَّات صَغِيرة، تَنْفيذ المُهمَّة الأَكْثر أهميَّة أو الأشدَّ تَخْويفًا، المُكافآت الذَّاتيَّة عند إِحْراز أيِّ تقدُّم .
- أَحْلام اليَقَظة :فَصْل أَحْلام اليَقَظة عن الدِّراسة.
الحل : عِنْدما يبدأُ العَقْل بالتَّفْكير خَارِج الدِّراسة اكْتبُي الأفْكار ثم واصِلي المُذاكرة، أو توقَّفي عن الدِّراسة وأكْمِلي أَحْلامك!
فإذا عادتْ إليكِ رَغْبتُك في المُذاكرة، فلتتذَّكري ألاَّ تَجْمعي بين متعة الأَحْلام ولذَّة القِراءة.
- الهُموم الشَّخصيَّة:
الحل : حدِّدي المُشكِلات. ضَعِي خُطَّة لحلِّ المُشكِلات الخاصَّة.
تكلَّمي مع شَخْص آخَر لمُساعدتك بِشْأن مُشكِلات الشَّخصيَّة.
رابعًا - التَّعامل مع القلَق:
1 - ذِكْر اللهِ على كلِّ حَال؛ لقَوْله تعَالى ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
2 - مُزاولة الرِّياضة لتبديدِ الطَّاقات السَّلبيَّة.
3 - الحَديث إلى شَخْصٍ مُقرَّب:
وَلاَ بُدَّ مِنْ شَكْوَى إِلَى ذِي مُرُوءَةٍ
4- حَدِيث النَّفْس وإشاراتها على نحوٍ إيجابيّ.
5 - الاشْتِغال بِما يَصدُّ العقلَ عن الأفكارِ المُقْلِقة؛ كأعْمَال المَنْزل، والخُروج للتَّنَزُّه.
6 - تَرْويح القَلْب ببعض المُلَح والفُكاهة: كمُجالسة صديقةٍ طَيِّبة النَّفْس مَزَّاحة، أو مُشاهدَة فيلمٍ كرتونيّ مُضْحِك، أو قِرَاءة النَّوادرِ وأَخْبار الحَمْقى ومَا أكثرهم! لقَوْل هارُون الرَّشيد: "النَّوادِر تشحذ الأذهانَ وتُفتِّق الآذان"، وقد قالَ أبو فِراس الحَمْدانيّ:
أُرَوِّحُ القَلْبَ بِبَعْضِ الْهَزْلِ
تَجَاهُلاً مِنِّي بِغَيْرِ جَهْلِ
أَمْزَحُ فِيهِ مَزْحَ أَهْلِ الفَضْلِ
وَالْمَزْحُ أَحْيَانًا جِلاءُ العَقْلِ
1 - عَوَامِل طِبِّيَّة.
2 - عَوَامِل مَعْرفيَّة.
3 - عَوَامِل نَفْسيَّة.
أوَّلاً - العَوامِل الطِّبيَّة:
1 - الأمْرَاض المُزْمِنة.
2 - توقُّف التَّنفُّس أَثْناء النُّوْم.
3 - التَّسمُّم بالمَعادِن الثَّقِيلة.
4 - الالتِهابَات.
5 - مُتلازِمة الألَم.
6 - إِصَابات الدِّمَاغ.
7 - السَّكْتة الدِّماغيَّة.
ثانيًا - العَوامِل المَعْرفيَّة:
1 - اضْطِراب فَرْط الحرَكة وتشتُّت الانْتِباه.
2 - صُعوبات التَّعلُّم.
3 - اضْطِرابات الرُّؤية.
4 - الهَذَيان.
5 - الخَرَف.
ثالثًا - العَوامِل النَّفْسيَّة:
1 - الاكْتِئاب.
2 - القَلَق.
3 - الإِجْهاد.
4 - الصَّدَمات النَّفْسيَّة.
5 - الاضْطراب الوجْدانيّ ثُنائي القُطبَيْن.
ثَمَّة نَصائحُ يُمكن العَمَل بها لعِلاج مُشكِلات ضَعْف التَّركيز والنِّسيان:
أوَّلاً - العِلاج الدِّينيّ:
1 - ذِكْر اللهِ - عزَّ وجلَّ - لقوله تَعَالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 24].
2 - تَرْك المَعاصِي؛ لأنَّها تُوجِب النِّسيان، وقد قالَ تعَالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾ [المائدة: 13].
3 - التَّقْوى؛ لقوله تَعَالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282]
ثانيًا - العِلاجَات القَديمة:
سأقتطفُ بعْضًا من أَقْوال قُدَماءِ الأَطِبَّاء في تَذْكية العَقْل وعِلاج النِّسيان:
- قال الشَّيْخُ الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيَّة - رضي الله عنه - في "الطِّب النَّبويّ": "وأيُّ عُضو كثُرتْ رياضتُه قَوِي، وخُصوصًا على نَوْع تلك الرِّياضة، بل كلُّ قُوَّةٍ فهذا شأنُها؛ فإنَّ مَن استكثَر مِن الحِفْظ قَوِيَتْ حافِظتُه، ومَن اسْتكثرَ من الفِكْر قَوِيَتْ قُوَّتُه المُفكِّرة، ولكلِّ عُضو رياضةٌ تخصُّه، فللصَّدْرِ القِراءةُ، فليبتدئ فيها من الخِفْية إلى الجَهْر بتدريجٍ، ورياضةُ السَّمْع بسَمْعِ الأَصْوات، والكَلام بالتَّدريج، فينتقلُ من الأخفِّ إلى الأَثْقل، وكذلك رياضَةُ اللِّسانِ في الكَلام، وكذلك رِياضَةُ البَصَر، وكذلك رِياضَةُ المَشْي بالتَّدريج شيئًا فشيئًا".
-"طيماوس" قال: "إنَّما أَمرَت الأطبَّاء بتَقْدير الغِذَاء؛ لئلاَّ يَكثُر الدَّم في البدَن؛ لأنَّ كَثْرة الرُّطوبات في البَدَن تُذهِب الفَهْم، ويُستدَلُّ على ذلك مِرارًا كَثِيرة أنَّ مَن كثرتْ رُطوبتُه، كَسل وبَلُدَ، ويَكْثُر نوْمُه، وهاجتْ به الأَمْراض إلى أنْ يَفْقد معها حسَّ الذِّهْن".
- "ابن ماسَوَيْه" في كتابه المَوْسُوم بـ"الأَدْوية المُنقِّية" قال: "يَنْفعُ مِن النِّسْيان أَكْلُ الخَرْدَل، وطِلاَء مؤَخَّرِ الرَّأْس به، مع الجُنْدَبَيْدَسْتَر، قالَ: وأَكْل البَصَل إذا أكْثر وأدْمن يُفْسِد العَقْل ويُورِث النِّسْيان".
- "ابن ماسَوَيْه" قالَ: "الزَّعْفَرَانُ رَدِيءٌ للذِّهْن، والإكْثَار منهُ يَحْرِقُ الدَّم، والكُنْدُر يَحْرِقُ الدَّم وهو جيِّدٌ للحِفْظ، والفجْل يلطِّف الحَواسَّ إذا أُكِل".
- "الخُوز" قالتْ: "لَحْم الدَّجاجِ يزيدُ في العَقْل".
- "ابن ماسَوَيْه" قالَ: "الزَّنْجَبِيل جيِّدٌ للحِفْظ"، و"سدهسار" قالَ: "الزَّنْجَبِيل يَشْحَذُ الذَّهْن".
- "الرَّازِيُّ" قال: "ولا يَنْبغي أنْ يُروَّض من تُريد تَذْكِيته رِياضَةً قويَّةً، ولا رِياضَة بتَعَب الرَّأْس؛ لأنَّ القُوَّةَ تدعُو إلى الاسْتِكثارِ من الطَّعَام والغِذَاء الكَثِير مَا يتَحلَّل من البَدَن، والأُخْرى تُحدِث الرُّطوباتِ، وتَجْري إلى الرَّأْس، والمَشْي صَالِحٌ له، وتَحْريك اليَديْن ونَحْوه، وكَثْرة الاغْتِسَال بالمَاء الحَارِّ كانَ أو بالبَارِد - غَير مُوافِق؛ وذلكَ أنَّ البَارِد يُخدِّر البدَن، ويضرُّ بالحَواسِّ، والحَار يُرخِي العَصَب، ويُوهن الذِّكْر، ويُوافِقه في الجُمْلة التَّدْبير المُلَطِّف، وأنْ يكونَ إذا أملأ تَقيَّأهُ، وخفَّفَ الغِذَاء بعدَهُ بيَوْمين، ويترُك الأَغْذِية المُنوِّمة؛ كالخَسِّ والخَشْخاش، والَّذي يَرْتقي منها بُخارٌ كَثِير؛ كالثُّوم والبَصَل والكُرُنْب إلاَّ القَلِيل من هَذه، وشُرْب الشَّرَاب باعْتِدال أَصْلَح من المَاء؛ لأنَّ الشَّرابَ باعْتِدالٍ يُطيِّب النَّفْس، ويجْلِب إليها الحَركة، ويَجْعلها حَسَنة الحَرَكة والذِّكْر، ويُسْرع صَاحِبه إلى فَهْم الأَشْياء، والتَّذْكير بعدَ النِّسْيان، فأمَّا شُرْب المَاء فرَدِيءٌ؛ لأنَّه يُبَرِّد ويرطِّب، وذلِكَ ممَّا يُكثِر النِّسْيان، ولا يُكْثر نَوْم النَّهَار خاصَّة مع تَملِّي البَطْن، وبالجُمْلة كَثْرة النَّوْم رَدِيءٌ في ذلِكَ؛ لأنَّه يُثْقِلُ ويُكْسِلُ، والإفْرَاط في السَّهَر والجِمَاع يُنْسيان ويُحلِّلان الفِكْرَ الثَّابِت، واعْتِياد الدَّرْس نِعْم العَوْن على ذلِك؛ فإنَّه يعودُ إلى النَّفْس التَّذكُّر، ونُشارَة العَاجِ إذا شُرِبتْ تُعِين على الحِفْظ".
ثالثًا - النَّصائح الأكاديميَّة:
الجَدْول أَدْناه نقَلْتُ مُحْتواه إلى العربيَّة من مَوْقع كُلِّية الطِّبِّ البَيْطريّ، جَامِعة وِلاية واشنطُن في مَدِينة بولْمان:
فَهْم الأَسْبَاب والتَّحكُّم فيها:
1-الأَسْباب الخارِجيَّة:
مُشتِّتات الانْتِباه البيئيَّة: التِّلفاز، الكراسي غير المُريحة، الوَجبات الخَفيفة، الأَشْخاص المُحيطون... إلخ
الحل : مُغادَرة أو إعادة تَرْتيب بِيئة الدِّراسة: الذَّهاب إلى المَكْتبة أو غُرْفة الصَّف عندَ بِدْء المُذاكَرة
الضَّوْضاء: المُوسيقا والمُحادَثات:
الحل: التَّدرُّب على الدِّراسَة في جوٍّ صَامِت بعيدًا عن الآخَرين.
2-الأَسْبَاب الدَّاخِليَّة:
- مُشتِّتات الانْتِباه الجِسْميَّة: الجُوع والنُّعاس:
الحل: التَّخْطيط للدِّراسة في أَوْقات الانْتِباه.أَكْل وَجْبة خَفِيفة غنِيَّة بالبُروتين. مُزاولة رِياضَة لمُدَّة خَمْس دَقائِق.
- الضَّجَر، انعدام الرَّغْبة، عدَم الاهْتِمَام .
الحل :البَحْث عن السَّبب الذي يُرضِيك لاتِّخاذه داخِل الصَّف: النِّقاش مع الطُّلاَّب الآخَرين وأُستاذ المادَّة .
- القلَق من الدِّراسة :
الحل : الإلْمَام بطُرق الدِّراسة بفعاليَّة.وَضْع المَنْهج في المَنظُور.
- التَّخوُّف من أداء المُهمَّات الدِّراسيَّة
الحل : تَقْسيم المُهمَّات الكَبِيرة إلى مُهمَّات صَغِيرة، تَنْفيذ المُهمَّة الأَكْثر أهميَّة أو الأشدَّ تَخْويفًا، المُكافآت الذَّاتيَّة عند إِحْراز أيِّ تقدُّم .
- أَحْلام اليَقَظة :فَصْل أَحْلام اليَقَظة عن الدِّراسة.
الحل : عِنْدما يبدأُ العَقْل بالتَّفْكير خَارِج الدِّراسة اكْتبُي الأفْكار ثم واصِلي المُذاكرة، أو توقَّفي عن الدِّراسة وأكْمِلي أَحْلامك!
فإذا عادتْ إليكِ رَغْبتُك في المُذاكرة، فلتتذَّكري ألاَّ تَجْمعي بين متعة الأَحْلام ولذَّة القِراءة.
- الهُموم الشَّخصيَّة:
الحل : حدِّدي المُشكِلات. ضَعِي خُطَّة لحلِّ المُشكِلات الخاصَّة.
تكلَّمي مع شَخْص آخَر لمُساعدتك بِشْأن مُشكِلات الشَّخصيَّة.
رابعًا - التَّعامل مع القلَق:
1 - ذِكْر اللهِ على كلِّ حَال؛ لقَوْله تعَالى ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
2 - مُزاولة الرِّياضة لتبديدِ الطَّاقات السَّلبيَّة.
3 - الحَديث إلى شَخْصٍ مُقرَّب:
وَلاَ بُدَّ مِنْ شَكْوَى إِلَى ذِي مُرُوءَةٍ
4- حَدِيث النَّفْس وإشاراتها على نحوٍ إيجابيّ.
5 - الاشْتِغال بِما يَصدُّ العقلَ عن الأفكارِ المُقْلِقة؛ كأعْمَال المَنْزل، والخُروج للتَّنَزُّه.
6 - تَرْويح القَلْب ببعض المُلَح والفُكاهة: كمُجالسة صديقةٍ طَيِّبة النَّفْس مَزَّاحة، أو مُشاهدَة فيلمٍ كرتونيّ مُضْحِك، أو قِرَاءة النَّوادرِ وأَخْبار الحَمْقى ومَا أكثرهم! لقَوْل هارُون الرَّشيد: "النَّوادِر تشحذ الأذهانَ وتُفتِّق الآذان"، وقد قالَ أبو فِراس الحَمْدانيّ:
أُرَوِّحُ القَلْبَ بِبَعْضِ الْهَزْلِ
تَجَاهُلاً مِنِّي بِغَيْرِ جَهْلِ
أَمْزَحُ فِيهِ مَزْحَ أَهْلِ الفَضْلِ
وَالْمَزْحُ أَحْيَانًا جِلاءُ العَقْلِ
0 comments:
إرسال تعليق