حسن الظن بالله
أعظم ما يمكن أن تدعو الله به بعد أن تسٍأل الله أن يرزقك الجنة ويجيرك من النار هو أن
يغفر الله لك ذنوبك . ما حُمل على الكاهل شيء أعظم من ذنب يحمله بنو آدم . وهذه الذنوب
كتب الله أنها وزر ولا يمكن أن يُذهبها إلا الخلاق العظيم . قادر على أن يغفرها .
وإذا بلغَنا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه علَّم أبا بكر أن يقول :
" اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
أخذنا بوصية رسولنا عليه الصلاة والسلام إلى الصديق ابي بكر رضي الله عنه وقلنا :
" اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت "
أحيانا يعز المطلوب أو يتسلط المرهوب ، هنا يظهر حقيقة التعلق بالله . فبعض الناس إذا عز
المطلوب يقل ويحجم عن الدعاء ظنا منه أن هذا لن يتحقق . وإذا تسلط المرهوب يحجم عن الدعاء
ظنا منه أن هذا لن يُرفع .
من الذي يقْدِم على الدعاء ؟ ..
ــ من حسُن ظنه بالله .
ما معنى حسُن ظنه بالله ؟ .. إنسَ كما يُفهم بادي الرأي أن الله رحيم وتقف . هذا لا يكفي .
حسن الظن بالله أولا أن تعلم أن الله يقدر . ثم تعلم أن الله يرحم . لكن في الأول لابد وأن تعرف
أن الله يقدر وإلا وأنت في حال بلاء ، حتى من يراك من بني آدم يرحمك . فليس الحال بينك وبينه
أنه لا يرحمك ، لكنه لا يقدر على نصرتك .. لا يقدر على أن يرفع بلاءك .
فحسن الظن بالله مفتاحه أن تعلم أن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
حتى تكون هذه الحقيقة راسخة في القلب . هذا لا يُقرأ في الكتب ولا يُدرَّس في كليات ولا يُعطى
في محاضرات .. هذا من القرآن :
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
البقرة259
{أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
هذا مفتاح العبودية الأعظم أن تعلم أن الله على كل شيء قدير . إذا رسخ هذا اليقين في القلب،
من هذا ــ من الخلق ــ حتى تبالي به أو تسأله أو تقف عند بابه ؟ .. لا يوجد أحد .
إذا مُلئ قلبك ظنا أن الله وحده على كل شيء قدير وقتها متى ما تسلط المرهوب أو متى عز المطلوب علمتَ أن الله جل وعلى يقدر على أن يدفع البلاء وعلى أن يتم النعماء وعلى أن يتفضل
عليك ، لكن إقرأ ما منَّ الله به جل وعلى على خَلقه .
ألم يكن موسى عليه السلام حبيسا في قصر فرعون ، يقول عنه فرعون :
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ }
الزخرف52
لا يكاد يبين .. لا يكاد يعرف ما يقول ..
هذا في نظر فرعون . لكنه عند الله :
{وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً}
أخرجه الله من قصر فرعون ، ثم جعله راعيا للغنم . لكنه وهو يرعى الغنم ، كان يعرف أن الله
وحده ء؟ .. رعاها عشر سنين على عفة فرجه وإشباع بطنه ولا يعبد غير ربه ولا يسأل
أحدا غير الله. فلما أراد الله به فضلا ، أخرجه الله من الصحراء ، من رعي الغنم من أرض مدين
وساقه إلى أرض مصر على غير موعد عنده (أي عند موسى) :
{ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى } : عند الله . وكلمه ربه وناجاه وقربه وأدناه وجعله نبيا ورسولا .
وأين موسى؟ ..
يقول عليه الصلاة والسلام : قبره عند الكثيب الأحمر ، مررت به وهو قائم يصلي في ليلة الإسراء
والمعراج ، أي أنه ميت في دار البزخ . لكن الذي قربه وناجاه وأدناه وكلمه وأغاثة ووهبه حي
لا يموت :
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً }
الفرقان58
أعظم ما يمكن أن تدعو الله به بعد أن تسٍأل الله أن يرزقك الجنة ويجيرك من النار هو أن
يغفر الله لك ذنوبك . ما حُمل على الكاهل شيء أعظم من ذنب يحمله بنو آدم . وهذه الذنوب
كتب الله أنها وزر ولا يمكن أن يُذهبها إلا الخلاق العظيم . قادر على أن يغفرها .
وإذا بلغَنا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه علَّم أبا بكر أن يقول :
" اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
أخذنا بوصية رسولنا عليه الصلاة والسلام إلى الصديق ابي بكر رضي الله عنه وقلنا :
" اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت "
أحيانا يعز المطلوب أو يتسلط المرهوب ، هنا يظهر حقيقة التعلق بالله . فبعض الناس إذا عز
المطلوب يقل ويحجم عن الدعاء ظنا منه أن هذا لن يتحقق . وإذا تسلط المرهوب يحجم عن الدعاء
ظنا منه أن هذا لن يُرفع .
من الذي يقْدِم على الدعاء ؟ ..
ــ من حسُن ظنه بالله .
ما معنى حسُن ظنه بالله ؟ .. إنسَ كما يُفهم بادي الرأي أن الله رحيم وتقف . هذا لا يكفي .
حسن الظن بالله أولا أن تعلم أن الله يقدر . ثم تعلم أن الله يرحم . لكن في الأول لابد وأن تعرف
أن الله يقدر وإلا وأنت في حال بلاء ، حتى من يراك من بني آدم يرحمك . فليس الحال بينك وبينه
أنه لا يرحمك ، لكنه لا يقدر على نصرتك .. لا يقدر على أن يرفع بلاءك .
فحسن الظن بالله مفتاحه أن تعلم أن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
حتى تكون هذه الحقيقة راسخة في القلب . هذا لا يُقرأ في الكتب ولا يُدرَّس في كليات ولا يُعطى
في محاضرات .. هذا من القرآن :
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
البقرة259
{أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
هذا مفتاح العبودية الأعظم أن تعلم أن الله على كل شيء قدير . إذا رسخ هذا اليقين في القلب،
من هذا ــ من الخلق ــ حتى تبالي به أو تسأله أو تقف عند بابه ؟ .. لا يوجد أحد .
إذا مُلئ قلبك ظنا أن الله وحده على كل شيء قدير وقتها متى ما تسلط المرهوب أو متى عز المطلوب علمتَ أن الله جل وعلى يقدر على أن يدفع البلاء وعلى أن يتم النعماء وعلى أن يتفضل
عليك ، لكن إقرأ ما منَّ الله به جل وعلى على خَلقه .
ألم يكن موسى عليه السلام حبيسا في قصر فرعون ، يقول عنه فرعون :
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ }
الزخرف52
لا يكاد يبين .. لا يكاد يعرف ما يقول ..
هذا في نظر فرعون . لكنه عند الله :
{وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً}
أخرجه الله من قصر فرعون ، ثم جعله راعيا للغنم . لكنه وهو يرعى الغنم ، كان يعرف أن الله
وحده ء؟ .. رعاها عشر سنين على عفة فرجه وإشباع بطنه ولا يعبد غير ربه ولا يسأل
أحدا غير الله. فلما أراد الله به فضلا ، أخرجه الله من الصحراء ، من رعي الغنم من أرض مدين
وساقه إلى أرض مصر على غير موعد عنده (أي عند موسى) :
{ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى } : عند الله . وكلمه ربه وناجاه وقربه وأدناه وجعله نبيا ورسولا .
وأين موسى؟ ..
يقول عليه الصلاة والسلام : قبره عند الكثيب الأحمر ، مررت به وهو قائم يصلي في ليلة الإسراء
والمعراج ، أي أنه ميت في دار البزخ . لكن الذي قربه وناجاه وأدناه وكلمه وأغاثة ووهبه حي
لا يموت :
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً }
الفرقان58
0 comments:
إرسال تعليق